مقالات

مي جادالله:المرض والقانون

الملف الإخباري- مي جاد الله – عندما تكون الحياة والقوانين ضد إنسان فهذه مصيبة وتكون المصيبة أكبر عندما يكون هذا الإنسان طفلا لم يختبر في حياته الكثير سوى المرض ،، والمرض هنا هو مرض السرطان الذي سلب حياة أخته الصغرى قبل أقل من عام ،، فيصبر اهله على هذا الابتلاء، ويستمر علاج هذا الطفل في مستشفى (…) وتستمر المراجعات وجلسات العلاج.

ولكن شاء القدر أن يصاب هذا الطفل بطلقة في رأسه نعم في رأسه إثر مشاجرة تم إطلاق النار فيها ليتلقى هذا الطفل الرصاصة ويتم نقله على جناح السرعة للمستشفى الذي كان يتعالج فيه من السرطان،، وبالطبع وحسب القانون الطفل يتعالج من مرض السرطان على نفقة الدولة أما الإصابة بعيار ناري فلا تغطى فاتورة العلاج لأنه يصنف حادث ،، ومسبب الحادث هو من يتكفل بعلاج المصاب ،، ولكن هنا فر مطلق العيار الناري ولم يستدل على هويته .. وبقي هذا الطفل عدة أشهر حتى استعاد وعيه ليستفيق هو وأهله على مصيبة جديدة ألا وهي أن فاتورة علاجه وصلت الستة آلاف دينار أردني ، وعلى الرغم أنه لم يستكمل علاجه من الإصابة ومن مرض السرطان معا ولكنه مُنع من دخول المستشفى حتى يسدد المبلغ المترتب عليه.

الطفل ما زال يعاني من آثار إصابته حيث سببت له فقدان جزئي للذاكرة.وعدة مضاعفات للإصابة.

وحتى طبيبه الذي يعالجه من مرض السرطان لم يستطع مساعدته فالقانون يقف بينه وبين أداء واجبه الإنساني(سياسة المستشفى) .

فهل وصل الأمر بنا إلى هذا الحد من إهانة إنسانية الإنسان بحيث يفقد أبسط حقوقه المدنية ألا وهي العلاج المجاني بغض النظر عن المسميات والمسوغات القانونية.
وما ذنب هذا الطفل الذي أدرك الحياة مع معاناة مرضه و وفاة شقيقته قبل العيد بأيام معدودة. وحاليا قد يغيب عنه هذا الإدراك أحياناً ، فهل يا ترى ما زالت الأحلام الجميلة قادرة على إسعاده، سعادة مؤقته حتى لو بالمنام.

علما أن والده لديه محل صغير مستأجر يحاول من خلاله تأمين لقمة العيش الحلال له ولعائلته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى