مقالات

نقابة المهندسين والتعديلات..! د. مفضي المومني

  1. الملف الإخباري- عقد اليوم إجتماع الهيئة العامة الإستثنائي لنقابة المهندسين لمناقشة التعديلات على قانون النقابة، ومن داخل الحدث والفيديوهات التي أنتشرت ومن ثم البيان الصحفي للنقيب برز مشهد لا يليق بنقابتنا، كروت حمراء اشهرها البعض وكأننا في ملعب كرة قدم..بمباراة ( مدافشه)… تشويش ونعت للنقيب بعبارات( شبيح… عصابه..وغيرها)… وكلما أراد زميل الحديث واجهته موجه من الهتافات ( برا… برا..)… واضح أن لون ما حشد لهذه الممارسة لإفشال الهيئة العامة واجتماعها وإفشال التعديلات وبطريقة خارجة عن الديموقراطية وأدبيات الحوار، لفئة تعد من صفوة المجتمع ومثقفيه، ولكي لا تتطور الأمور لأسوء من ذلك عُلق إجتماع المناقشة، وترك الأمر للتصويت يوم الإثنين القادم.

التعديلات بمجملها مطلب للغالبية من المهندسين، سيما وأنها تعمل على توسيع قاعدة المشاركة للمهندسين الشباب بتخفيض سنوات الخبرة المقبولة للترشح من سبع سنوات إلى خمسة، كذلك منح تسهيلات وإعفاءات للمهندسين لإعادة إنخراطهم في النقابة، وكذلك زيادة دخل النقابة من خلال إضافة رسوم الدمغة، والتعديل الأهم هو إقرار تطبيق التمثيل النسبي في انتخابات الهيئة المركزية وانتخابات مجالس الشعب ومجالس فروع النقابة في المحافظات، مع الابقاء على آلية انتخاب وهيئة المكاتب والشركات الهندسية ومجلس النقابة على ماهي عليه، لضمان عدم سيطرة لون واحد على النقابة وهذا اللون مسيس وامتداد لطيف سياسي، وهنا لسنا ضد أحد، وأنا شخصياً مستقل ولا أنتمي للون، فالإسلام فينا قبل الوانهم… ! وأكتب كعضو في النقابة وكمراقب عن كثب لمسيرة نقابتنا الأكبر وطنياً لما فيه المصلحة الوطنية العليا ومصلحة المهندسيين والمهنة والوطن.

اللون المعارض يُعتقد أنه مع التعديلات من الباطن، أو أنه ضدها في بعض المواطن والتي قد تؤثر على سطوته وهيمنته على النقابة كونه إمتداد للون سياسي منظم، لأن التمثيل النسبي سيفقده الهيمنة المفترضة نتيجة تنظيمه وتقاعس بقية المهندسين وإنسحابهم وعدم وجود إطار تنظيمي كبير سابقاً، وبروز تيار نمو الذي إختطف المشهد منهم في الدورة الماضية، ويعتقدون أن توسيع قاعدة المشاركة والنسبية ستحجم الكوتا التي يمتلكونها، لأن التعديلات ستتيح للمهندسين الجدد المشاركة وهم بالغالب من غير لونهم، وما حدث اليوم هو أسلوب غير حضاري الهدف منه تعطيل التعديلات، وعدم ظهورهم بموقف (لا) وإنكشافهم، وكذلك شيطنة الهيئة المركزية والنقيب، وإبقاء الحال على هوانه… أي أن الموضوع صراع كراسي لا تعديلات لمن يقرأ الموقف جيداً، وهم يعلمون أن التعديلات مطروحة للتصويت والحرية مطلقة لكل مهندس أن يقول ( نعم أو لا) للتعديلات، ولكن عنزه لو طارت..ووراء الأكمة ما وراءها… مشهد لا نطيقه ولا نريده لنقابتنا… وبلدنا، إذ يجب تمَثُل قيم الديموقراطية من الجميع، وتركها تقول كلمتها، وعدم تقديم المصالح الحزبية الضيقة على مصلحة شريحة المهندسين ونقابتهم، فقد علمتنا الممارسات أنه في الطريق للبحث عن السلطة تتساوى الأيديولوجيات مع غيرها من الباحثين عن السلطة… ويستخدم كل باحث عن السلطة الأيديولوجيا والتوجه من خلال ركوب موجته وكذلك يفعل غيرهم…من الباحثين عن الكرسي وبين هؤلاء قلة هدفهم المصلحة العامة… !.

وأستغرب من خلال ما يصلني من مسجات من لون معين( صوت ب لا للتعديلات)… فعل أمر يريدني أن أكون مهندساً مغسول الدماغ وليس لدي قدرة أو مساحة للتفكير وإتخاذ القرار… ! كنت سأحترم الدعوة للمشاركة بالتصويت وتفعيلها وتوسيعها مع عدم توجيه فعل أمر… وترك القرار للزملاء… !.

قبل سنوات كتبت بذات الموضوع وأوضحت حقائق دون تحيز… ولكم أن تقرأوها وتحكموا… :
منذ أيام وقبل العاصفة الثلجية الأخيرة (جنى أو صبحا) لا اعلم فقد اختلطت علي الأسماء مثلما تختلط علينا الألوان بيضاء أم خضراء، كنت أقف على الدور أمارس مواطنتي مثل كل الأردنيين لشراء الخبز لعائلتي جاءني اتصال هاتفي بصوت أنثوي ناعم أو انه يتصنع ذلك…!! وبدلع وطراوة متصنعة على طريقة فتيات الدعايات لشركات النصب المعروفة انهمرت علي الأسئلة والإملاءات …مهندس صوتت بانتخابات المهندسين اللي (مرئت) ؟ ومين انتخبت؟ ومين بدك تنتخب في انتخابات الهيئة المركزية الجايه !!طبعا قصدها انتخابات الشعب ثم قالت بدنا إياك تنتخب القائمة ال……! فأجبتها عفوا مين حضرتك؟ فقالت متطوعه وسألتها بأي حق وبأي صفة تتصلي بي؟ ومن قال لك انه يحق لك سؤالي عن من سأنتخب؟ ومن قال لك ان المهندسين بهذه السذاجة لتحركهم مكالمة من النوع الهابط لانتخاب كتلة ما؟ في البلدان المتحضرة من المحرمات ان تسأل احدهم عن راتبه وعن من انتخب او سينتخب، الم يعلمك من سخروك لهذا انه لا يجوز ذلك، المهم أغلقت الهاتف وكان قد وصلني الدور فأخذت الخبز وغادرت وأنا اكلم نفسي كيف يسمح من يدعون(…… ) لأنفسهم بمثل هذه الممارسات، ولا ننسى الممارسات الأخرى التي تقع تحت جرائم الانتخاب والتزوير مثل ترحيل الأصوات من عمان إلى الفروع والإتيان بالمرحلين للانتخاب صباحا قبل ان يحضر احد ويلاحظ، وهذه حادثة شهدتها بأم عيني حيث كنت مضطرا للانتخاب صباحا عندما التقيت في مجمع النقابات؛ مركز الانتخابات اربد احد أبناء عمومتي، وهو سكان عمان ويعمل في عمان ومسجل في عمان، التقيته وقد خرج للتو بعد ان انتخب في اربد وعندما استنكرت عليه ذلك؛ اسر لي انه ليس لوحده بل هناك باص كبير وأكثر جاؤوا لدعم ال… .. !! ممارسات أخرى مثل حالة الاصطفاف وتصنيف الناس الى مسلمين وكفره وأن لون ما هم وكلاء الله في الأرض وغيرهم زناديق كفره ! وإلا ما معنى أن تورد نصا في احد بيانات الشحن والعصبية في انتخابات فرع اربد ( فلا يكن صوت أهل الباطل على فساد بضاعتهم أعلى من صوت أهل الحق لغفلتهم( و شعارنا أنت على ثغرة فلا يؤتين من قبلك والله ولي التوفيق) أي ثغره؟ هل هذا بابكم للجهاد؟ وضد من؟ وأي أهل باطل وأهل حق من قال لكم أنكم ملائكة منزهون؟ وهل الاستئثار بإدارة النقابة والفوز بالانتخابات يستدعي هذا الشحن والعصبية البائسة واستخدام الدين واستغلاله للحصول على مصالح دنيوية أمام زملاء المهنة الواحدة والدين الواحد والبلد الواحد؟ هل هذه عقول المهندسين التي ستبني وطن وتطور وتحافظ على المهنة؟ أم كما يدعي الطرف الآخر ان النقابة أصبحت مزرعة لفئة معينة ومكان للتنفيع والتربح ونحن نعرف ان عاملين في مجمع النقابات يحملون شهادة بكالوريوس وبتقدير متدني يتقاضون رواتب فلكية تتجاوز 6000 دينار من أموال المهندسين وهم من ذات اللون!! وكذلك التوظيف كما يقولون مغلق إلا للون واحد، وانك اذا دخلت مكاتب النقابة تشعر انك في مكتب حزب……… .!، ومن الممارسات الانتخابية التي ذكرها اللون الآخر وأنكروها على غيرهم في انتخابات الفرع اربد، تسخير مقدرات وموظفي النقابة لخدمة طيف واحد ووضع مشرفين على الانتخاب من ذات اللون وغير محايدين، وأيضا عدم طلب هويات الناخبين لتمرير عمليات التصويت عن من لم يحضر ، أيضا عدم إعطاء اللون الآخر القوائم الصحيحة للمسجلين المسددين للرسوم ومصيبة المصائب في الانتخابات استنجاد إحدى الكتل بمجموعة من غير المهندسين؛ على شكل (فتوات او شبيحه) أثناء الفرز لتخويف الطرف الآخر والتكبير كلما رجحت الكفة لصالحهم بكل استفزاز واستخفاف واستخدام الدين في غير محله… ! ما دخل التكبير بالعملية الانتخابية؟ ومن الممارسات المدعاة أيضا عدم وجود كبائن وتدخل المشرفين على العملية الانتخابية في المنتخبين وتجولهم بينهم أثناء الانتخاب وكأنهم يراقبونهم..! إذا علمنا عدم وجود كبائن تحافظ على سرية عملية الانتخاب، وأيضا عملية الفرز الالكتروني الغير موثوقه من الطرف الآخر والطعن في حيادية من يشغلها، وعدم الاستجابة في انتخابات اربد لطلب الطرف الآخر بالفرز اليدوي لمنصب إدارة الفرع وهي عملية لن تأخذ أكثر من نصف ساعة لو تمت، ولأبعدتنا عن ما حصل من الذهاب للمدعي العام والقضاء للطعن في الانتخابات بعد ان تجاهل مجلس النقابة تظلم وطعن مهندسي اربد، وهنالك ممارسات وموبقات أخرى لا مجال لحصرها جعلت الطرف الآخر يقول ان السر في كل ذلك خوف ال… .. من ان تنتقل إدارة النقابة وفروعها للطرف الآخر مما سيكشف المستور… وإلا ما سر هذا الإصرار على الفوز وكسر كل المحرمات والحلال والحرام للفوز بالانتخابات ؟

النقابات المهنية بمفهومها الأصيل نقابات تعنى بشؤون المهن وأهلها، تطورها تحميها تشرف على ممارستها وكل ذلك مؤطر بحكم القوانين النافذة، طبعا وصلنا او أوصلتنا الإطارات الإيديولوجية المتصارعة على إدارة النقابات وأفرعها وماليتها إلى وضع يجب أن لا تسكت الدولة علية إذا علمنا ان الهيئة العامة مغيبة وتؤثر الانسحاب وعدم المشاركة والجهات التي تدير النقابة همها الأول الفوز بالانتخابات ولو بنسبة 3% من مجموع المهندسين الذين يحق لهم الانتخاب، وبعد ذلك يفرحون ويطبلون ويزمرون ويكبرون بالنصر المخجل والهزيل، ولم يفكروا ولم يعملوا عبر عقدين على تفعيل العملية الانتخابية وتحفيز الأعضاء وتغيير أنظمة الانتخاب وتوسيع المشاركة حتى تكون انتخابات صحيحة تعكس رأي الهيئة العامة، وبدلا من ذلك تمارس بعض الكتل كل الموبقات لكسب الانتخابات على هزالة الفوز، وتسخر كل مقدرات وموظفي النقابة من طيف واحد لخدمة كتلتهم وبطريقه ينكرونها على غيرهم ، والحزب الذي يرعاهم ويوجههم يستنكر على الدولة قانون الصوت الواحد وعدم تطوير قانون الانتخاب وعدم حياديتها وفي النقابة يبيحون لأنفسهم كل ما يستنكرونه على غيرهم بئس التفكير وبئس الفوز.

من كل ما تقدم أرى ويرى الكثيرون غيري أن الاصطفاف الإيديولوجي جعل نقابة المهندسين ساحة للصراع بين أحزاب وتوجهات إيديولوجيه عملت على تشتيت الجهود وتحجيم العمل النقابي على حساب المهنة واصحابها وخلق حالة من الانقسام لفئتين لا تمثلان أغلبية من الهيئة العامة بل أن ممارساتهما أدت إلى عزوف المهندسين عن المشاركة في الانتخابات مما أتاح الفوز بنسب ضعيفة غير ممثلة للطيف الذي يمارس الدهاء والتزوير الانتخابي، ولا ينظر علي احد أن النقابات مؤسسات تحمل الهم الوطني فقد حفظنا الدرس، الأصل أن النقابة مهنية فقط وأما الفعل والرأي والموقف السياسي لأفرادها فيجب تركه لكل عضو ليقرره بناء على موقفه والايدولوجيا التي تحكمه وما يراه، لا أن تفرض المواقف من خلال الأحزاب على النقابات من خلال أزلامها..! ونصل إلى غسل العقول ونظرية لا أريكم إلا ما أرى! وتجيير النقابات لخدمة مصالح أحزاب او فكر إيديولوجي ايا كان، سابقا وفي أيام الاحكام العرفية وتجريم الأحزاب لجأت الجهات ذات الأفكار الإيديولوجية المختلفة الى النقابات كمتنفس لها، أما الآن فالأحزاب موجودة ومتاحة بالقانون وتستطيع أن تمارس العمل السياسي بكل أريحية فما حاجتها للتغلغل في النقابات واحتلالها واستغلالها دون وجه حق لا بل إفسادها وعمل شرخ بين أعضائها باسم اليمين واليسار ..! وتكفير الناس من اجل عرض زائل ومعارضة الحكومات، فما عرف عن أخلاق الإسلام الزهد في المناصب والسلطه وعرض الدنيا، لا اقتراف كل المحرمات بحق زملاء المهنة والمهنة والوطن من اجل السيطرة على النقابات والتنفع منها على حساب أموال ومصلحة أبناء المهنة.

يجب أن نصل لتحييد الألوان عن النقابة والإقتصار على الإبداع المهني ليميز كل ذي جهد، أما الفكر والسياسة فتترك كموقف لأصحابها بما يتيحه مناخ الحرية والقوانين والأنظمة من خلال الأحزاب او العمل الفردي، وأقترح أيضا انتداب الهيئة المستقلة للإنتخاب كجهة محايدة لتدير الانتخابات في قادم الأيام…!، فالوضع القائم للنقابة لتاريخه غير صحي لأنه يكرس حكم الأقلية وإقصاء الأغلبية، أما من هم في السلطة بغض النظر عن لونهم أفرزتهم قلة قليلة إنتخابياً نتيجة عزوف المهندسين وعدم تشجيع مشاركتهم لتوسيع قاعدة الإنتخاب، فيتمترسون بالضرورة خلف قانون يخدمهم، للتشبث بالسلطة والهيمنة على النقابة، ويصابوا بعمى ألوان عن رؤية الحقيقة أو رؤية الآخر، أو التفكير بالمصلحة العامة للمهندسين وللوطن. ….حمى الله الأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى