و يحدث أن تكون شاهداً على تاريخ جديد
بقلم المحاميه: بسمه العوامله
لم اكن اتخيل يوماً أن اشهد احداثاً كالتالي مرت خلال شهر تشرين أن اكون جزءا من تاريخ يقال انه حديث، رغم أن كل ما شهدناه مؤخراً يشي بأننا عدنا الى ما قبل الحرب العالمية بقسوتها و وحشيتها ، فقد عدنا الى ما يشبه شريعة الغاب حيث لا قانون تحتكم اليه الدول و لا شرعية دولية و لا حتى قيم اخلاقية او إنسانية .
و تعود بي الذاكرة الى الوراء عندما كانت تحدثني أمي رحمها الله عن ما يسمى أيام النكبة وكيف تم تهجيرهم من ارضهم و بيوتهم و كيف صدقوا وعوداً بالرجوع ، كانت تحدثني ولا تمل من تكرار الرواية و لا أمِلُ أنا من سماعها رغم أني حفظتها عن ظهر قلب ، و لم ازل أذكر كيف كانت تفيض عينيها بالدموع العصية و هي تستذكر شريط ذكريات احداث النكبة و كانها لم تزل تعايشها بتفاصيلها المملة
آه يا أمي كيف لي أن اخبرك بانني شهدت يوم أمس ما هو اقسى و اشد الماً من النكبة الأولى ، كيف اخبرك ان قلبي انفطر و فاض الماً و حزناً على اهل غزة على نساءها و اطفالها شيبها و شبابها ، بيوتها و مدارسها مساجدها و كنائسها
ترابها و سماءها بحرها و هواءها ، ما بقي حجراً فيها الا نزف دماً
يا الله كيف لهذا أن يحدث في ظل ما يسمى منظومة الحق في الحياة ، كيف سقطت منظومة حقوق الانسان بيد من شيدوها ، كيف اسقط المجتمع الدولي كل ما بناه منذ صدور الاعلان العالمي لحقوق الإنسان لاجل ضمان الحرية العدالة و المساواة لجميع شعوب الأرض
فكيف لنا بعد اليوم أن نعلم ابناءنا في المدارس تاريخ الثورة الفرنسية و قد سقطت كل مباديء الثورة امام اعين العالم اجمع دون خجل او وجل ، اظننا يجب أن نعيد صياغة مناهجنا بتعليم النشء تاريخ اقرب ما يكون الى الحقيقة و الواقع ، فلنعلمهم كيف نشأت و نجحت ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ، او نعلمهم كيف نجحت حرب المقاومة في فيتنام ضد امريكا
لنعلمهم أن المقاومة مشروعة و ليس كما يروج الغرب بانها مرادف للارهاب
ليتعلموا أن من حق اصحاب الأرض مقاومة المحتل و الدفاع عن كل شبر فيها و ضرورة استمرار السعي لاستعادتها ، و الوقوف في سبيل ذلك امام جميع المحاولات لطمس الهوية و التاريخ و حتى الذاكرة .
فالازدواجية اصبحت مقيته ، فلا يجوز لنا ان نعتبر حركات المقاومة مشروعة لشعوب ، و لشعوب اخرى مرفوضة و تُحارب بذريعة الارهاب
فما دام هناك احتلال حتماً هناك مقاومة.
فبعد كل ما شاهدناه من مجازر و إبادة جماعية و تهجير قسري لاهالي غزة سيكون هناك كثير من المتغيرات على المستوى الدولي و الإقليمي سيكون هناك إعادة نظر في مدى نجاعة وجود كثير من المؤسسات و المنظمات التي تعمل في مجال حماية حقوق الإنسان على المستوى الدولي و الإقليمي و سيكون هناك ما يشبه النظام العالمي الجديد و الذي لا ندري حينها ماذا سيطلق عليه.