مقالات

يوبيل فضي و اوراق من ذهب .. بسمه العوامله

قبل نحو ثلاثة اسابيع ، تم إطلاق الشعار الرسمي لليوبيل الفضي لجلالة الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله ، بمناسبة الذكرى الخامسة و العشرين لجلوس جلالته على العرش و تسلم سلطاته الدستورية

بحيث جاء الشعار بتصميم اقرب الى السهل الممتنع ، مثّل قيم الماضي بتقاليده الأصيلة التي نفتخر و نعتّز بها ، و بين استشراف المستقبل بكل ما نرنوا و نطمح اليه من ريادة تطوير الافكار لإيجاد حلول للمشكلات و تحويلها الى فرص و ما بين الابتكار من خلال إيجاد حلول للتحديات التي نواجهها .
و لعل مأسسة ثقافة الحياة الحزبية يكون من خلال السير على طريق التحول الديموقراطي بدايةً بهدف الوصول الى تعزيز و حماية الديموقراطية و الدفاع عن حقوق الانسان و ذلك لمواجهة التحديات الاكثر الحاحاً مروراً بدعم الإعلام الحر بالإضافة الى تطوير التكنولوجيا لأجل الديموقراطية وصولاً للدفاع عن حرية الانتخابات و العمليات السياسية و نزاهتها .

ومن هنا كان للاحزاب دوراً مهماً في تشكيل المشهد الديموقراطي من خلال التعددية بتشكيل احزاب وطنية لديها رؤى استراتيجية تستند الى برامج سياسية و اقتصادية اجتماعية واقعية قابلة للتطبيق ، و لعل ما نشهده من حراك حزبي في الإونة الاخيرة خير دليل على رغبة الأردنيين في التعبير عن آرائهم و تطلعاتهم نحو ما يعرف بالتجديد الديموقراطي الذي اكد عليه سيد البلاد في الورقة النقاشية الاولى ، و قد كانت هذه الورقة النقاشية الملكية هي محور بحث و نقاش باحدى الفعاليات الحزبية التي شهدت حواراً تفاعلياً غلب عليه طابع التنوع في الآراء،
و من ضمن الإختلافات في الرأي كان النظر الى عدد الاحزاب و الذي ناهز الثلاثة و الثلاثين هل هو مؤشر جيد ام العكس ، و كما نعلم فإن النقاش يُثري الحوار ، و في خضم هذا النقاش وجدتني اميل الى طرح مبادرة اولية مضمونها أن تتعاون مجموعات هذه الاحزاب فيما بينها بما يشبه الائتلاف بحيث يقوم كل خمس او ست احزاب بالعمل معاً لأجل ادماج الاوراق النقاشية الملكية في برامجهم
بحيث تتمكن هذه الاحزاب من تغطية الاوراق النقاشية السبعة كاملةً و تنطلق من خلالها ببرامج عمل كافية وافية تُسهم في دفع عجلة التنمية و ربما تساعد بشكل كبير في أيجاد حلول تطبيقية واقعية لمشكلتي الفقر والبطالة و التي هي اكثر التحديات الحاحاً و المعضلة التي تحتاج الى تفكيك ، فمن خلال بناء هذه التفاهمات يتم تبني حلول تحقق مصلحة الوطن العليا بعيداً عن المصالح الشخصية و المسائل الجزئية الضيقة .

قد يكون هذا من ضمن ما نتطلع اليه و نأمل به من الاحزاب السياسية قراءة هذه الاوراق النقاشية الملكية و العمل بمضمونها لأنها تُمثل خارطة طريق للإصلاح السياسي والاقتصادي ، فمصلحة الوطن تقتضي منا جميعاً العمل معاً حتى يصل الجميع ، حينها النجاح سيتحدث عن نفسه، التي سيتبعه حتماً وعيّ بالتصويت على اساس مواقف المرشحين و الاحزاب من الاولويات الوطنية الاساسية وليس على اساس العلاقات الشخصية و المصالح الفئوية الضيقة.

فنحن بين ايدينا اوراق من ذهب فلنصيغها صياغة احترافية ، فلربما ونحن نخطو اولى خطواتنا نحو اليوبيل الذهبي نتوج لمرحلة مزدهرة نطلق عليها المرحلة الماسية او الالماسيه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى