اخبار الاردن

الملقي من “اليرموك”: كلف الإصلاح كبيرة.. وقادرون على تحمل كلفها وسننعم بمخرجاتها

الملف الإخباري- أكد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور هاني الملقي، أننا ونحن نحتفل بمئوية جديدة في تاريخ وطننا الغالي، فإننا ندخل هذه المئوية ونحن شاكرين لما أنجزه الآباء والأجداد، عاقدين العزم على مواصلة ذات الحماس والثقة بالقيادة والوطن- متكلين على الله- كما كنا دائما في مسعانا، مبينا أننا بدأنا المئوية الأولى في إمارة محدودة الموارد، غنية بالرجال، ورغم التحديات الكبيرة التي كانت وما زالت، إلا أن الأردنيين قبلوا التحدي وتخطوا الصعاب وبنوا دولتهم الحديثة المتطورة.

وأشار خلال ندوة حوارية نظمتها جامعة اليرموك بالتعاون مع الجمعية الأردنية للفكر والحوار، حول الرؤية الملكية للأردن في المئوية الثانية، بحضور رئيس الجامعة الدكتور إسلام مساد، إلى مسعى جلالة الملك الدائم لتطوير نظامنا الديمقراطي بمفهومه الشامل، مؤكدا أن ذلك يتطلب منا حماية التعددية والتدرج في مراحل الإصلاح وتعزيز عدالة الفرص السياسية، من خلال تطوير النموذج الديمقراطي الوطني، من خلال تبني ثقافة مجتمعنا ومعرفة احتياجاته وتطلعات أبنائه.

وأضاف الملقي أن المحرك الأساسي والإطار الشعبي للنموذج الديمقراطي يستوجب توفر بيئة تعددية سياسية، بما يحتم وجود احزاب سياسية برامجية وإعلام محايد، وفوق كل ذلك طبقة وسطى اقتصادية اجتماعية نشطة.
وتابع أن أي عملية اصلاح ومن خلال تجربتي الشخصية ستواجه كما من الصعوبات والتحديات، مبينا أننا كأردنيين مدعوين جميعا للإسهام في عملية تطوير نظامنا الديمقراطي بفعالية ومسؤولية وتشجيع الأحزاب التي تتناسب فكريا وبرامجيا، والتي تعتمد القيم الديمقراطية الوطنية وتقدم الحلول المدروسة لما يواجهنا من تحديات دون المبالغة في السلبيات، مؤكدا أن غياب قيام احزاب برامجية سيؤدي دون أدنى شك إلى استمرار الحال في إقامة تحالفات نفعية سياسية لا تضع مصلحة الوطن والمواطنين في أعلى اعتبار.
وقال أن كلف الاصلاح كبيرة وأوجاعها عديدة ولكننا قادرون على تحمل كلفها وسننعم بمخرجاتها، مستعرضا عددا من السياسات والاصلاحات التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق الغاية، ومنها إعادة دراسة التكوين الهيكلي لسوق العمل وتطوير السياسات التعليمية المناسبة لهذا الهيكل والعمل وفق برنامج محدد لإحلال العمالة الوافدة بالقوى البشرية الوطنية، لافتا إلى أن قطاع التعليم في الأردن في أمس الحاجة إلى تطوير نوعي لزيادة كفاءته وتنويع مخرجاته، وأن إعادة انتاج المسارات الفنية والمهنية بجانب المسارات الأكاديمية أصبح صرورة ملحة.

وأضاف أن القطاع الصحي وخدماته يتصدر قائمة سلم المواطنين، مبينا أنه حان الوقت لوضع نظام تأمين صحي وطني شامل استجابة لتوجيهات جلالة الملك، ولتوفير الحماية الصحية والاجتماعية للمواطنين، لافتا إلى ان العمل لتحقيق هذا يتطلب الإرادة الحقيقية، والتنظيم المؤسسي، وتفعيل القوى البشرية.
وأشار الملقي إلى أن جملة الاصلاحات يجب أن تشمل تحفيز وجذب الاستثمار وتحديد القطاعات ذات العائد الاقتصادي الأعلى بالنسبة للأردن واستهداف الاستثمارات في هذه القطاعات وتحقيق الأمان الإداري للقائمين على تلك الاستثمارات بما يضمن استمرارية عملهم، وتقديم الحوافز المناسبة لكل قطاع دون تمييز، بالإضافة إلى تقديم الخدمات والمدخلات الانتاجية وفق أسعار مشجعة، مع متابعة الاستثمارات متابعة حقيقية.

وبين ضرورة إجراء العديد من الاصلاحات الإدارية من خلال تحديد اعداد العاملين المناسبة لكل قطاع، ودمج المؤسسات المستقلة تحت إدارة الوزارات، وتعديل نظام الخدمة المدنية بما يسمح بإنصاف المتميزين، وإيجاد نظام تدريبي متخصص للوظائف وفق أحدث الأسس الإدارية.
وكان رئيس الجمعية الأردنية للفكر والحوار والتنمية الدكتور حميد البطاينة قد ألقى في بداية الندوة كلمة أكد من خلالها على أهمية دور مؤسسات المجتمع المحلي في التفاعل مع مختلف القضايا والهموم الوطنية، وذلك انطلاقا من المسؤولية المجتمعية في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن في ظل الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي يواجها الأردن من خلال استهدافه على مستوى الأرض والشعب والقيادة، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، مشددا على أهمية رفع الوعي لدى المواطنين بضرورة تغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الخاصة ومحاربة كافة أشكال الفساد والمحسوبية والمطالبة بتحقيق أعلى درجات الشفافية والعدالة الاجتماعية.
وأشار إلى أهمية التفاعل بإيجابية مع مخرجات اللجنة الملكية للإصلاح لتحديث المنظومة السياسية، وذلك من لأجل تحقيق أعلى درجات المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال اعتبار المواطن كشريك حقيقي في العملية السياسية بمختلف مراحلها، مع التركيز على ضرورة زيادة نسبة مشاركة الشباب والمرأة في الحياة السياسية والحزبية، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية فهم أسس قيام دولة المؤسسات وسيادة القانون وتحقيق العدالة بين الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى