اخبار الاردن
المياس والياسين وقراءات نقدية لكتابي “جدائل الصبر وأنا والليلك” للكريمين في الرمثا
الملف الإخباري- مي جاد الله – مندوبا عن السيدة سهام الحسن رعت الأستاذة مي جاد الله أمسية قراءات نقدية لرواية جدائل الصبر وكتاب أنا والليلك للروائية إيمان كريمين التي نظمتها الجمعية العربية للفكر والثقافة بالتعاون مع منتدى الجياد، في قاعة الجمعية العربية في الرمثا مساء أمس الخميس، بحضور شيخ المثقفين المهندس هشام التل ورئيس رابطة الكتاب عبد المجيد جرادات ونخبة من الشعراء والباحثين والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والمجتمع المدني.
وبمشاركة الدكتور خالد الفهد مياس من جامعة جدارا الذي قدم قراءة نقدية لرواية جدائل الصبر ،و الأستاذ الدكتور إبراهيم الياسين من جامعة الطفيلة التقنية الذي قدم قراءة نقدية في كتاب أنا والليلك، والأستاذ سامر المعاني الذي قدم شهادة إبداعية في كتاب أنا والليلك.
أدار الأمسية الشاعر أحمد طناش شطناوي.
رئيس الجمعية العربية للفكر والثقافة الدكتور إبراهيم جيت رحب بالحضور وتحدث عن الجمعية العربية وعن اهتمامها ودعمها للأدب وعملها الدؤوب من خلال عقد الأنشطة الثقافية والمحاضرات التوعوية و ورش العمل وعقد شراكات مع القطاع الخاص بحيث نأهل الشباب ونمكن المرأة.
وأضاف جيت أنه يوجد بالجمعية حاضنة للشباب الموهوبين في منطقة الرمثا في مجال الشعر والأدب.
الدكتور خالد مياس بدأ كلامه بقوله: إنها رواية جدائل الصبر للروائية العالية إيمان كريمين التي أخذتنا وطافت بنا في عوالم الواقع بقوالب الخيال المبدع الذي تفردت به إيمان،حيث صالت بنا وجالت في آفاق جدائلها الثماني والعشرين بحيث أن القاريء إذا قرأ إحدى جدائلها لكفته وبهرته في عالم جمالها وجدته معها فلا يفارقها ولا تفارقه.
أما العنوان فقال المياس: جدائل جمع جديلة،والجدل العضو، والأجدل الصقر ،نقول:وضع الطائر في الجديلة،وهي قفص يصنع من القصب. ونقول:هو من جديلة كذا : من قبيلة كذا. وما زال على جديلة واحدة:على حالة واحدة. ومن الواضح أن كلمة جديلة مشتقة من الفعل جدل. وكل ذلك يدل على القوة التي تتمتع فيها الجدائل. وقد أضيفت الجدائل إلى الصبر لتتأكد القوة أكثر، والصبر يحتاج إلى شدة ومشقة. ومعنى الصبر في اللغة:الحبس ويقصد به هنا الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.
أما عن فلسفة الحب في الرواية فقد أكد المياس أنه في جلّ الأعمال الأدبية تجد الأديب يدور حول الحب بحسب درجته أو نسبته أو ما يقابله وهو الكره بحسب درجته أو نسبته أيضاً.
وفي جدائل الصبر تلخص الروائية كريمين فلسفة الحب في حياة الإنسان، فتقول على لسان مجدولين: لو أن الحب حرام لما خلق الله لنا الأحاسيس الفطرية،وجعلها تتمكن منا دون إرادتنا. وهي بذلك تبرر أن الأحاسيس مفروضة على الإنسان فليس بيديه شيء يستطيع أن يدفع الأحاسيس أو يكبتها.
وأضاف مياس تبهرني تلك النزعة الفقهية التي تطل بين سطور الرواية لتبرر فلسفتها للحب به.
أما عن فلسفة الزواج فقال دكتور مياس: الأصل في الزواج أن يسكن الزوجان كل منهما إلى الآخر، فأول ارتفاق الرجل بالمرأة سكونه إليها مما فيه من غليان القوة.
وقد أوردت إيمان على لسان (دنيا) فلسفة للزواج خارجة على القاعدة الطبيعية الفطرية إذ تقول: ومئات النساء ذبحن تحت اسم زواج، وهو ليس بزواج،بل هو اغتصاب لروح قبل الجسد ولكن بثياب بيضاء وفرح وغناء،والعنوان زواج.
أما عن استعمال اللغة الشعبية الذي برعت فيه كريمين فقد قال دكتور مياس: كثيراً ما أوردت إيمان في روايتها كلمات أو جملاً فيها حس شعبي يضفي جمالاً على الرواية.
فمن ذلك ما ورد على لسان مجدولين:كنا نلعب بيت بيوت.
وعلى لسان دنيا مخاطبة سيد الغياب حين قالت: ما الذي تريده؟ دون لف ودوران.
ومن استعمالات اللغة الشعبية لدى إيمان كذلك(دق الميّ وهي ميّ) وهذا مثل يضرب عند بذل الجهد وعدم تحقيق المنفعة المرجوة.
وعاد دكتور مياس ليحدثنا عن تأثر كريمين بالقرآن الكريم وهو على لسان مجدولين إذ تقول: شعرت أنّي موؤودة تدفن حيّة خوفاً من شبهة العار. فهذا تأثر بقوله تعالى (وإذا الموؤودة سئلت ،بأي ذنب قتلت) وهي عادة جاهلية ممقوتة.
وتطرق مياس في حديثه عن تأثر كريمين بالشعر القديم واستعمال الثنائيات المتقابلة الذي يزيد في جماليات الرواية ، فالضد بالضد يظهر، كما جاء في الرواية (رحلت من دنيا الزيف إلى دنيا الحقيقة).
أما الأستاذ الدكتور الياسين فقد قدم في دراسته تجلية ظاهرة الحزن في أنا والليلك للروائية إيمان كريمين للكشف عن ماهيتها وبواعثها وأبعادها وطريقة الكاتبة في التعامل معها والتعبير عنها.
حيث بيّن الياسين أن الحزن يشكل ظاهرة بارزة في الكتاب وأن أسبابه ودوافعه لديها متعددة،منها دوافع شخصية تتعلق بعلاقاتها الشخصية، وأخرى سياسية ترتبط بمرجعيات مفصلية في واقع أمتها العربية وما تشهده من تحولات سياسية حيث تعاملت معه تعاملاً وجدانياً انطلاقاًمن وعيها واحساسها المرهف بالوجع الإنساني والهم القومي.
وأضاف الياسين إن حزن الكاتبة لم يكن شخصياً بل كان جمعياً إنسانياً، ولعل ما يميز موضوع الحزن عندها تلك الغنائية التي صاغت بها ذلك الحزن المعتمدة على اللفظة المعبرة والجملة الموحية والصورة المكثفة والرمز الفني.
كما ذكر الياسين أن الكريمين استخدمت رموزاً خاصة منحها أبعاداً دلاليةً جديدة، وتكمن وراء تلك الرموز عوالم بعيدة لا يستطيع كشفها والإحساس بها إلا من رافق الكاتبة في رحلتها الطويلة المتعبة.
أما الأستاذ سامر المعاني فقد قدّم قراءة إبداعية في كتاب أنا والليلك حيث تحدث عن هذا المنجز الأدبي وما تضمنه من كتابة متنوعة المضامين والأساليب في عرض منتبها الفكري والفلسفي والأدبي برشاقة وبصور متعددة أخذت أسلوباً نثرياً عبر ثلاثة أجناس أدبية فبدأت بالقصيد النثرية تلاها الخاطرة ومن ثم النص الأدبي القصير الذي تنوع أيضاً بين الومضة والشذرة.
وأضاف المعاني تنقلت الكريمين في مضامينها السردية بين الوجدانية والتأملية والفلسفية، واستعملت فنون البديع وتجسدت حالاتها فكانت الآخر وكانت الحالة وكانت الضمير، وقد أجادت الكريمين في وصفها وسر عشقها للأرض والمكان فتكررت مفرداتها الدالة على المدن والمكان الخاص والعام ومن ارتبطت به وجداني مما يدل على عمق ثقافتها وعشقها لوطنها ولأمتها وهي تستذكر فلسطين والقدس وعفراء وضانا والطفيلة بشكل خاص وكل الأردن بشكل عام.
أما الروائية إيمان كريمين فقد شكرت الحضور ورحبت بهم بقولها: سلام بحجم القلوب المحبة التي جاءتنا اليوم للقيانا على أجنحة من شوق وهودج من من لهفة لتشاركنا احتفالنا وفرحتنا.
أيها الأحبة يا رفاق الفكر المتوقد والحروف الجامحة والخلق الرفيع، اسمحوا لي قبل أن أنثر حروفي الليلكية على مسامعكم أن أشكركم فرداً فرداً على هذا الحضور وأن أشكر دكتور إبراهيم جيت والهيئة الإدارية للجمعية العربية للفكر والثقافة على هذه الإستضافة.
ثم قرأت كريمين نصوصاً متنوعة من كتاباتها تناولت الألم الشخصي والألم الأممي الجمعي . والتي لاقت استحسان الحضور.
وفي الختام كرمت الأستاذة مي جادالله المشاركين بدروع تذكارية.