الملف الإخباري – أكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد على ضرورة تأسيس مَتحف للمخطوطات الفلسطينية، تكون القدس مركزاً له، بالتعاون مع مختلف الجهات التي تعنى بحفظ التراث العربي، وذلك ترسيخا للجهود الرامية إلى حماية المخطوطات التاريخية من خلال الاستمرار في ترميمها، وتوفير أنظمة الكترونية للتسجيل والترجمة والتصوير الرقمي وفهرسة المخطوطات التي تعد كنوزا تختزن المعارف الإنسانية وتعكس أهمية التراث المقدسي، وتحافظ عليه من الاندثار والزوال.
وأشار خلال افتتاحه فعاليات ندوة “التراثُ المَقدسي المَخطوط بين الواقع والمُرتجى” مندوبا عن وزيرة الثقافة، بحضور مدير ثقافة اربد الدكتور عاقل الخوالدة، وبتنظيم مشترك بين قسم التاريخ في الجامعة والمكتب التنفيذي لاحتفالية اربد عاصمة للثقافة العربية 2022، ومعهد المخطوطات العربية التابع للمُنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إلى أهمية عقد هذه الندوة لإحياء الجهود لحماية بالتُراثِ المَقدسيِّ، خاصة مع ما تتعرض له هوية مدينة القدس من تهديد لطمس هويتها نتيجة لتدمير أو ضياع مخطوطات المدينة.
ولفت مساد إلى أن الحفاظ على التُراث المقدسي بشكل عام يعد مسؤولية أساسية لا بُد من النهوض بها رغم كافةِ التحديات، وإن تراثَ القدس في عموميته وخصوصيته يشكل أهمية كبرى للأمة الإسلامية ولا بد من الإلحاحِ في الحفاظ عليه، ليظل حاضراً عند صُنّاع القرار والمؤسسات التراثية العربية والإسلامية والغيورين على تُراثهم، لاسيما مع ما تفرضه أهميةُ المخطوطِ في المَشهدِ الثقافيِّ المقدسي بهُويته الفلسطينية والعربية والإسلامية والمسيحية، الذي يُعبرُّ عن الصُمودِ والتحدي، رغمَ كُلِ الظُروفِ والصُعوباتِ التي تواجهُ مدينةَ القُدسِ على نحوٍ خاص.
وشدد خلال كلمته على أن الأردنُ ينهضُ بدورٍ رئيسٍ في سعيهِ الدؤوب للحفاظِ على المدينةِ المُقدسة وتُراثها الدينيّ والتاريخيّ والفكريّ لما تحمِلُه القدسُ من مَكانةٍ هامّة في الضميرِ والوجدان، فالوصايةُ الهاشميةُ على القُدسِ يحملُ عنواناً عريضاً يُكرِّسُ حِرصَ الهاشميين الشديد على تجسيدِ الولاء الروحي والإنساني لهذه المدينة.
من جانبه أشار مدير معهد المخطوطات العربية الدكتور مراد الريفي إلى أن الأردن اضطلعت بقيادة الهاشميين بأدوار رائدة في الدفاع والمحافظة على التراث الفلسطيني ومواجهة كل محاولات طمسه وتغيير ملامحه الراسخة، معربا عن شكره لجامعة اليرموك والمكتب التنفيذي لاحتفالية اربد عاصمة للثقافة العربية 2022 على التعاون لتنظيم هذه الندوة الهامة تجسيدا للتوأمة بين عواصم الثقافة العربية مع القدس التي تم تنصيبها عاصمة أبدية للثقافة العربية، مستعرضا ما تقوم به المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون الالكسو من جهود لحفظ التراث العربي والمقدسي.
وتحدث في الندوة كلا من مدير معهد المخطوطات العربية الدكتور مراد الريفي حول “مجهودات معهد المخطوطات العربية في حفظ وإتاحة التراث المخطوط العربي في فلسطين”، والدكتور يوسف النتشة رئيس دائرة الاثار الإسلامية في فلسطين الذي استعرض ريادة مركز ترميم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك في صون وحفظ التراث المقدسي المخطوط”.
كما تحدث في الندوة الدكتور محمد العناقرة من قسم التاريخ في جامعة اليرموك شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية عن “مدارس القدس في العصر المملوكي دراسة تاريخية من خلال الوثائق والمصادر”.
والدكتور عزيز العصا من معهد القدس للدراسات والأبحاث في جامعة القدس الذي تحدث مخطوطات القدس وانتقالها من الضياع والتشتت إلى خدمة الباحثين”، والباحث الأردني إبراهيم باجس الذي استعرض جهود الباحثين المقادسة في التعريف بمخطوطات بيت المقدس والحفاظ عليها”.
وحضر افتتاح الندوة نائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الأكاديمية الدكتور موفق العموش، مدير المكتب التنفيذي لاحتفالية اربد عاصمة للثقافة العربية 2022 المهندس منذر البطاينة، وعميد كلية الآداب الدكتور موسى ربابعة، وعدد من المسؤولين في الجامعة ومديرية ثقافة محافظة اربد ومعهد المخطوطات العربية وحشد من الطلبة.
زر الذهاب إلى الأعلى