مقالات

الطارئون على المناصب..! د. مفضي المومني

الطارئون على المناصب..! د. مفضي المومني

الواسطه والمحسوبيه والتنفيعات وأي وسائل أخرى غير موضوعية قد توصلك للمنصب؛ لكنها لن تضمن لك النجاح، وفي بلدنا الكثير من الطارئين على المناصب من ناحية الكفاءة، وزراء رؤساء مدراء ومراكز قيادية، والسبب أنه ليس لدينا تقاليد راسخة في التعيينات، وتسنم المناصب والوزارات، وتبحث عن الكثير من الاسماء، وتبحث عن طريقة الوصول فتجد كل الموبقات إلا الكفاءة..! ولهذا تجد وزير يقع في هفوات وأخطاء موجعة، لا تصدر عن مراهق سياسة..!

في الدول ذات الأنظمة والممارسات النظامية الراسخة، هنالك صناعة للقيادات، فتجد الصف الأول وقد مر بخبرات وتجارب أوصلته للمنصب، وترى الصف الأول يعد ويدعم صنع قيادات تخلفه، فإذا شغر منصب تجد طابور من القيادات الجاهزة والمتخصصة جاهزة لتحل مكانه، ويدعم ذلك ديمومة ووقت أطول في المنصب، وهذا غير موجود في بلدنا في ظل الرقم القياسي في تغيير وتعديل الوزارات، وتقع في حيرة من أمرك، صحيح أن منصب الوزير هو منصب سياسي، وأن معاون او وكيل الوزارة هو الوزير الفني العارف بأمور الوزارة، ولكن في الممارسة وعدم وجود مؤسسية في العمل تجد الوزير يضع كل شيء في يده، ويجعل من القيادات حوله قيادات كرتونية تابعة ببغائية تجتر توجيهات معاليه، ومعاليه بالغالب ينحي كل القيادات المميزة والواعدة حوله، ويحول الوزارة او المؤسسة ويختزلها بشخصه والصف الثاني مثل (تنابل السلطان)، ينفذون ولا يناقشون وليس لهم أي دور أو فعل، من أجل المحافظة على كرسي أو منصب.
نتعب كثيرا في التنظير والحديث عن الإصلاح الإداري ودولة المؤسسات والشفافية، حتى اتعبنا التنظير ذاته..وأصبحت الشفافية سوداء قاتمه!

أسوق هذا وأنا أتألم عندما أيمع عن هفوات أحد الوزراء الذي يذكرني(بأبي الحروف،في برنامج افتح يا سمسم) هفوات وسقطات لا تمثل رزانة رجل دوله ووزير يمثل بلد، حتى لو افترضنا حسن النية، فمن غير المقبول الوقوع بهفوات وأخطاء، محرجة، تنعكس على سمعة الوطن ومؤسساته ودوره الإقليمي والعالمي ولن يغفر لك كل محسنات اللغة من جناس وطباق وغيره..!

الطارئون أصبحوا يديرون المشهد بالغالب، وحتى لا أفهم خطأً أقصد (الطارئون من الناحية الفنية والكفاءة)، ولا أقصد وطنيتهم أو أي شيء آخر، وكما قال وصفي التل رحمه الله( “عندما يتعلق الامر بالوطن لا فرق بين الخيانه والخطأ لأن النتيجة ذاتها “

من هنا على عقل الدولة تغيير النهج من حيث إعداد القيادات، بحيث يكون في كل مجال صف أول يليه صف ثاني وثالث، وبتقاليد راسخة، وسنرى قيادات ورجال دولة مدججين بالمعرفة والخبرة، في أماكنهم الصحيحة، وأن يحكم ذلك نظام تدرج وتسلسل وظيفي بعيد عن الواسطة والمحسوبية والتنفيع، وبمثل هذا تبنى وتتقدم الأوطان، أما أسلوب التجريب والصح والخطأ، فهو حتى في نظريات التعلم يعتبر أدنى الطرق للتعلم، ومن هنا إذا سلكنا الطريق الصحيح في صنع القيادات وتعيينها لن نحتاج لعزل أو إقالة لوزير او مدير لم يمضي أشهر في منصبه..!، وكذلك سنصنع نجاحات تقودها قيادات كفؤة، قادرة علي والنهوض والتطوير لما فيه مصلحة بلدنا، وغير ذلك، أبشر بطول سلامة يا مربع… حمى الله الأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى