الملف الإخباري- شارك الباحث الاردني د. مطلق ملحم في المؤتمر العلمي الدولي الموسوم “سياسات التعليم العالي في الوطن العربي.. رهانات الحاضر وآفاق المستقبل” قام بتنظيمه الرابطة الأوربية السويسرية للأكاديميين والعلماء العرب بورقة بحث بعنوان “التكنولوجيا الرقمية الحديثة وتأثيرها في التعليم العالي أثناء الأزمات وما بعدها”، وبمشاركة نخبة من أساتذة الجامعات والقامات العلمية المتخصصة في الوطن العربي، وتم انعقاد المؤتمر خلال الفترة 12-15 تموز 2023م.
قال الباحث ملحم: يعتبر هذا الموضوع هام بالنسبةِ لعالمنا العربي من خلالِ هذا المؤتمر العلمي الدولي الذي ضم تسعون باحثاً عربيا بدراسات وابحاث بعناوين متنوعة، ومما لا شك فيه، أن الجميعَ يعي حقيقة أن المعرفةَ والمعلومات الرقمية الحديثة سيصبحان على نحوِ متزايد المحرك المحفز لعمليةِ التعليم العالي والتنمية، والكل يدرك بالإضافةِ لذلك، إن زيادةَ المعرفة العلمية تصبح عند ترجمتها إلى تكنولوجيا قابلة للتشغيلِ، عنصراً حيوياً في خفضِ تكلفة الإنتاج وتنويع قاعدة اقتصادها، ومع ذلك فان على المسؤولينِ الذين يهمهم الأمر أن يضعوا استراتيجيات وطنية مناسبة تشجع تطوير الصناعات في مجالِ تطوير تكنولوجيا المعلومات من اجلِ التعليم والتنمية المستدامة، ومثل هذه الاستراتيجيات ينبغي أن تركزَ بوجه خاص على تشجيعِ مشاركة القطاع الخاص في هذا المجال.
وأضاف ملحم: وبالنظر إلى التطوراتِ المتسارعة في مجالِ التكنولوجيا الرقمية، والى الحاجاتِ المتزايدة لكافةِ دول العالم في هذا المجال وخاصة في التعليمِ والتعليم العالي، فإنه لا مفرْ من مضاعفةِ الجهود لتشجيعِ الدور الذي تضطلع به التكنولوجيا الرقمية الحديثة، في عمليةِ رقي التعليم والتنمية على مستوى العالم العربي والعالم كافة، وبناء على ذلكِ قمت بإعدادِ هذه الورقة البحثية الشاملة والمتواضعة في مجالها، وتضمنت المحاور التالية: أهمية استخدام التكنولوجيا في التعليم، التقنيات الجديدة تجعل عملية التعليم أسهل، التكنولوجيا الرقمية والتعليم المدمج، المعلم واستخدام التكنولوجيا الرقمية الحديثة في التعليم، التكنولوجيا والتعليم عن بُعد.. هل يصبح انموذجاً؟، مستقبل البشر في ظل هذه التطورات التقنية الثورية، التكنولوجيا الرقمية وتقنية الجيل السادس وتأثيرها على الحياة، التكنولوجيا والتحول الرقمي في ظل جائحة كورونا، التكنولوجيا والتعلم عن بُعد وتأثرها بجائحة كورونا، الخلاصة والتوصيات.
واضاف ملحم: يجب علينا الاقتناع أن التقنيةَ بمختلفِ مجالاتها عامل مساعد مهم على تحقيقِ جودة الحياة للبشرِ بما يخدمهم على مزاولةِ يومهم العادي بشكلٍ أسهل وأكثر مرونة. وإذا ما رجعنا للوراءِ قليلاً فلن تجد من البشرِ من قد يصدق أو يستوعب أنه من خلالِ جهاز لوحي صغير يستطيع أن ينهي كل تعاملاته وأن يجلبَ كل مصادر المعرفة المختلفة وبلمح البصر. إننا نعيش ثورة تقنية وتحولاً رقمياً هائلاً ونخطو بشكلِ متميز من خلالِ تسخير التقنية لخدمةِ التعليم بكلِ أنواعه، وحيث تأخذنا “التكنولوجيا الرقمية الحديثة وتأثيرها في التعليم العالي أثناء الأزمات وما بعدها” إلى بُعد يثري حياة الناس وخاصة في مجال التعليم والتعليم العالي، ولأن الاستدامة أحد أهم الركائز التي تستند عليها التكنولوجيا الرقمية الحديثة في خطتها الاستراتيجية من خلال المساهمة في ابتكار برامج نوعية تدعم المسؤولية الاجتماعية، ولما للتغيير من أهمية وأثر إيجابي من خلال إطلاق منصة الاستدامة التي تقوم على إشراك الكوادر البشرية المتخصصة في هذه المبادرات بالإضافة إلى التمكين الرقمي عبر توفير حزم متكاملة من الحلول التقنية المتقدمة التي تساهم برقمنة جميع الأعمال الإدارية والمالية والتشغيلية وخاصة في التعليم والتعليم العالي وغيرها من البرامج.
هذا هو الأثر الإيجابي للتكنولوجيا الرقمية الحديثة، لقد أصبحت جزءاً رئيساً في حياتنا، فهي تُقرب البعيد وتختصر الوقت وتُعلّم عن بعد وتُنمي الأفكار وتُعيشنا التجارب وتُحسّن الاختيار وغيرها الكثير، وتستمر التكنولوجيا الرقمية باعتبارها الأبرز في المنطقة بمواصلة تبني التقنيات المختلفة التي تضمن الريادة في رحلة التحول الرقمي التي نعيشها وخاصة في التعليم والتعليم العالي.
