مقالات

المشهد الغزي..الشرق شرق والغرب غرب..! د. مفضي المومني

الملف الإخباري- حيث الحياة تشبث بالحياة… وحيث الحياة تجذر بالأرض… وحيث الحياة نصر او استشهاد… حين يختلط الموت بالحياة… ويصبح مجرد إنتظار… بلمحة صاروخ غادر… أو قصف جبان… وحيث يختلط الليل بالنهار… والترنيمة لا تعدو صوت إنفجار… او هدير طائرة حربية امريكية الصنع يقودها مجرم جبان… وحيث تعز سبل الحياة… وقطرة الماء وكسرة الخبز… وتتناثر اشلاء الاطفال والامهات… والمدنيين..تبقى غزة واهلها كاظمة للجرح والوجع وخذلان الاعراب… واخوة الدم.

غزة كتب عليها الصمود وسماً عبر تاريخها..وتكسرت كل مجاذيف الغزاة على شواطئها..ودفنتهم في مستنقعات الذل والفشل وبقيت عروس البحر… تأخذ الحياة وتتسنم العزة من شلال الدماء… والارواح الزكية..وعبق المقاومة الباسلة التي كتبت تاريخ فلسطين من جديد..واعادت القضية لضمير العالم الحر… وما النصر إلا صبر ساعة… وعلمنا التاريخ أن التضحيات ضريبة النصر والحياة والعزة… وإن التخاذل والجبن والخيانة هي وصفة العملاء لتسليم الاوطان… وبيعها بثمن بخس…!.

نعيش وجعكم ومعاناتكم… والهجمة الوحشية عليكم… وتكالب قوى الشر ..وانتم لا تواجهون العدو الصهيوني فقط بل كل الدول الاستعمارية الغاشمة التي بنت تاريخها على اشلاء الشعوب المسالمة… لتحقق مصالحا وعنجهيتها وعقيدتها القذرة…لم يعد مجال للمناورة…فاطفالنا باتوا يفهمون التاريخ قبل كبارنا… وبقي أن يفهم بعض ساستنا ويخرجوا من عباءة الجبن والعمالة والخذلان…!.

قالها الشاعر الإنكليزي كيبلينغ «الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا أبداً»، مقولة فعلية ونراها وتداهم حياتنا كل يوم عبر التاريخ… لأنها نتاج العصر الاستعماري الذي غرس حقده من خلال التمييز العنصري والتفرقة، فخاصية الاستعمار الجوهرية أنه يخطط لما بعده، لأنه قائم على ترتيب ما بعد الإستعمار والانتقال من الإستعمار الفعلي إلى الإستعمار بالوكالة، وأن خصومه الأحرار من شعوب العالم موجودون دائماً ولا يستسلموا له رغم عمالة من زرعوهم في القيادات.. فحركات المقاومة والإستقلال والقوى الوطنية التحررية موجودة وتنمو وتقاوم ولا تستكين، ونموذج حماس يصفعهم كل يوم… ونرى تكالبهم عليه لأن مشروعهم تعرض للصفعة والنكسة وأن هيمنتهم باتت مهددة… وقد تصبح حماس نموذج يتكرر في كل الدول مسلوبة الإرادة من قوى الإستعمار.

الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا… وبقي أن نفهم المعادلة من افواههم وسياساتهم ومعاييرهم المزدوجة… ومشهد غزة لا يتعلم منه إلا غبي أو خائن وعميل…! إلى متى يبقى مصير امة العرب والمسلمين رهين هيمنتهم..؟ فهم الشر بذاته… وهم سبب ما يحصل كله عبر التاريخ على قاعدة تخاذلنا وتقاعسنا واستكانتا… وفرقتنا…وسيستهجن البعض ما اشير اليه وكأنه من الغيبيات… والمستحيلات، لكن التاريخ يقول تنام الأمم لكنها لا تموت… والخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة…ومع ان هنالك من يشكك في صحته ولكن كلام الله يخبرنا

(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (110) آل عمران.

الوضع المذل والعدوان الغاشم والمشاهد المؤلمة وبارقة النصر للمقاومة يجب أن تشحذ الهمم والعزائم ونصنع التغيير لنصنع النصر…!

اعذرونا يا أهل غزة… أعذرونا يا أطفال غزة… أو لا تعذرونا…فينا من الضعف أكثر مما بكم… وأنتم الأقوى والأعز رغم جرحكم وأنتم تدانون إحدى الحسنيين، ونحن نناجي ضعفنا… وهواننا على الناس.

رفعت الاقلام وجفت الصحف والهمم…!

نصركم الله يا أهل غزة وفلسطين… وحماكم الله وحمى الله الاردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى