الملف الإخباري- تعانق نساء فلسطينيات أسيرات في هذ الأيام رياح الحرية من الأسر الصهيوني الظالم، ومع كل الفرحة التي نشعر بها لا نستطيع التغافل عن مسيرة طويلة من نضال النساء الفلسطينيات في المعتقلات الإسرائيلية، في بيوتهن، وفي كل تفاصيل حياتهن اليومية، أن تلد المرأة الفلسطينية أبنائها بالأسر، أن تحرم من حق التنقل، أن تفقد من تحب في سياق معركة الحياة اليومية في وجه محتل عنصري بغيض ملأ الدنيا عويلا عن حقوق الإنسان فيما لا يتسم سلوكه البربري بأدنى الصفات الإنسانية البدائية من احترام حياة النساء والأطفال وكبار السن، عدو يستهدف كل مظاهر الحياة منذ اغتصب الأرض والحقوق، ليشن حربا على وجود الشعب الفلسطيني تدفع النساء والأطفال الثمن الأكبر بها.
إننا في منظمة ندا نعلن تضامننا مع كل إمرأة تتعرض للعنف لكونها إمرأة في أي مكان في العالم، العنف الجسدي والنفسي، وبذات السياق نطالب من كل المنظمات الدولية المعنية أن تمارس دورها الجوهري في حماية النساء وأن تدفع باتجاه الإفراج عن جميع النساء الفلسطينيات المعتقلات في قلاع الظلم الصهيوني.
النساء الفلسطينيات لا يواجهن الأسر والاعتقال فقط، بل يواجهن شتى أشكال الظلم والتعسف والعنصرية من هدم للبيوت، وتشريد للأبناء، من مضايقات واعتداءات على مساحتهن الشخصية في الأزقة والشوارع سواء من قوى الأمن والجيش الإسرائيلي المدججة بالسلاح، أو من قطعان المستوطنين الإسرائيلين المتطرفين والعنصريين، أين موقف الحملات المجتزئة التي تمارس دورا تخديريا في مجتمعات قهرها الظلم وتسخير القوة لظلم النساء عن معاناة المرأة الفلسطينية اليومية مثل حملة “ست عشرة يوم لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي” وغيرها؟ ألا يرون حربا يومية على حياة النساء في الضفة وغزة؟ ألا يرون البؤس وانسداد الأفق؟!!
ومن موقعنا في منظمة ندا نرسل تحية إجلال وإكبار للنساء الفلسطينيات، اللاتي يحمين الحياة بأفئدتهن، وينتصبن شامخات في مواجهة الموت ليروين بصمودهن أرض الظلم الجافة، لتستمر الحياة، حياة شعبنا الفلسطيني في مواجهة آلة الموت الصهيونية، ليكون صوتهن لحن الحياة فوق هدير الدبابات والصواريخ والآليات العسكرية، ليمنحن بدموعهن الغالية لونا فوق قتامة الدمار الوحشي الذي يمارسه الاحتلال منذ فرض وجوده الثقيل حربا تخوضها نسائنا الصامدات في فلسطين في كل دقيقة يعشنها.
مناصرة المرأة ليس عملاً موسميا، ومناصرة المرأة الفلسطينية بالذات ليست ترفا، بل واجب تحتمه علينا مبادئنا اتجاه شقيقاتنا لنكون رافدا لصمودهن البطولي.
زر الذهاب إلى الأعلى