الملف الإخباري- مي جادالله – نظمت جمعية غِراس للفكر والثقافة مساء اليوم ندوة ثقافية تراثية بعنوان(الثقافة والفن بين الموروث الشعبي والحداثة) في بيت اربد التراثي- ديوان آل كريزم، استضافت فيها الأكاديمي الأستاذ الدكتور محمد الغوانمة، وأدارت مفردات الندوة باقتدار الأستاذة هالة الجراح.
بحضور نخبة من المثقفين والمثقفات والهيئات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني.
أمين سر جمعية غِراس للفكر والثقافة الأستاذة مي جادالله رحبت بالضيف والحضور الكرام وشكرت ديوان آل كريزم على الاستضافة.
وختمت جادالله حديثها برفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه والعائلة الهاشمية بمناسبة رأس السنة الهجريَّة والمناسبات الوطنية، حمى الله الأردن والملك والشعب.
استهلت الأستاذة هالة الجراح حديثها بتأكيد علاقتنا بالتراث ، ومخطيء من يقول بأن التراث الثقافي والإجتماعي ممكن أن يقدم أو يموت، فهو حي متجدد لا يتقدم. ولا يتناقض مع الحداثة أي تجديد التراث.
وذكرت الجراح نبذة عن حياة أ.د. الغوانمة ابن سحم الكفاءات وإربد وابن الأردن فهو استاذ الموسيقى العربية والتربية الموسيقية في جامعة اليرموك، رئيس تحرير المجلة الأردنية للفنون، حاصل على عدة جوائز منها جائزة اللجنة الوطنية لإعلان عمان عاصمة للثقافة العربية للتأليف والنشر، وجائزة الدولة التشجيعية في حقل الفنون(الموسيقى)، وجاهزة أفضل معلم موسيقى بالأردن – وزارة التربية.
أ.د. محمد الغوانمة ذكر في بداية حديثه أنه تم إيفاده إلى القاهرة لدراسة الموسيقى (عاصمة الفنون وقتها، مصر ام الدنيا)
وأكد الغوانمة أنه لا يوجد معاصرة بلا أصالة، فالأصالة هي الشيء الصحيح النقي من كل ما يلومه من ملوثات العصر ، وعلى الرغم أن النسخة المقلدة المعدلة فيها كل شيء لكنها تبقى غير أصيلة. فبالفنون بشكل عام والموسيقى بشكل خاص تأثرت الأصالة بالكثير من العوامل من أكثرها التكنولوجيا التي أصبحت تتدخل في كل شيء في حياتنا. إلى جانب تأثير العوامل السياسية والإقتصادية.
والأهم أن لا تأتي المعاصرة لتطمس تراثنا الشعبي وتضيع مقدراتنا الإجتماعية.
وتناول الغوانمة تطور الكتابة والأغنية التراثية مع أمثلة مغناة منذ ما قبل تعلم الكتابة حيث كان القلة من يتقنوها، إلى دخول التعليم وانتشار المدارس وحتى إدخال الجوانب العصرية.
ونحن بالأردن مررنا بحروب مع العدو فكانت اغانينا تعبر عن الواقع.فتطورت الكلمات لتواكب الحدث.
بالبداية الأغنية كانت تتناول السيف والفرس، كعنوان للشجاعة والإقدام، تلتها مرحلة استخدام البارودة في مرحلة لاحقة حتى وصلت لاستخدام الرش*اش والمد*فع حسب المرحلة.
وضرب الغوانمة مثال توفيق النمري الذي عاصره في فترة من حياته ، حيث قص عليه النمري أنه عندما كان يعمل في إذاعة رام الله، وتم تبليغهم بزيارة الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه لهم في مبنى الإذاعة الصغير المتواضع، فاحتاروا ماذا يقدموا، اغنية لام كلثوم أم لعبد الوهاب، ولكن نصحه خوري كنيسة القيامة بتقديم أغنية بدوية وبالفعل أدى الأغنية أمام الملك الراحل :
أبوطلال تاجك غالي علينا
حنا نفداك بأرواحنا وعينينا
وأعجب الملك عبدالله الأول بالأغنية، وسأل مدير الإذاعة منين هذا المطرب؟ فأخبروه من شرق الأردن، فما كان منه إلا أن أوصى فيه لأنه كليماته زينات.
ومن يومها لم يؤلف و يغن توفيق النمري بأي لهجة غير الأردنية رغم مؤلفات التي جاوبت الألف .
وأكد الغوانمة على نقطة مهمة للفنان الأردني أن يحرص كل الحرص على الأداء بلهجته الأصيلة فهي التي ستمكنه من الاستمرارية والوصول للنجاح.
وتم فتح الحوار مع الحضور الذين قدموا عدة اقتراحات للحفاظ على التراث مثل العمل على توثيق أهازيج الأفراح والسهرات وكيفية، وكيفية العرس الأصيل، واستذكر البعض بصوته بعض الأهازيج التي كان يسمعها من أجداده.
وفي الختام تم تكريم الغوانمة والجراح بدروع الجمعية تقديراً وعرفانا.