الأردن هو القلب النابض بالعروبة، والدرع الحصين الذي لم يتخل يومًا عن واجبه تجاه القضية الفلسطينية موقف متجذر في أعماق التاريخ. وممتد عبر الأجيال، موقف يستند إلى التزام أخلاقي وإنساني مصدرها روابط الدم والتاريخ والدين، هذه الروابط التي تجمع الشعبين الأردني والفلسطيني في مصير مشترك لا يقبل التجزئة.
في ظل المحن التي عصفت بغزة جراء العدوان الصهيوني الغاشم ، وحين اشتدت الأزمات ، كان الأردن حاضرًا، لا بالكلمات فقط، بل بالأفعال التي ترويها الوقائع والحقائق. فمن قوافل الإغاثة التي شقت طريقها برا وجوا إلى غزة المحاصرة وسط أصعب الظروف، إلى المستشفيات الميدانية الأردنية التي أصبحت ملاذًا للجرحى والمرضى، يُثبت الأردن أن دعمه يتجاوز الشعارات إلى الافعال ّدعم لا يقوم على منة أو انتظار رد الجميل انه دعم وموقف ينسجم مع الذات منبعه إيمان حقيقي بوحدة المصير والهدف.
إنه الدعم الذي ترجم إلى أفعال تداوي الجراح وتخفف المعاناة، في وقت قد يتخلى فيه الآخرون أو يكتفون بالمراقبة من بعيد.
كان الأردن دائمًا الصوت الصادق الذي ينقل معاناة الفلسطينيين إلى العالم، ممثلًا بوزير خارجيته أيمن الصفدي، الذي قاد حملة دبلوماسية مكثفة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية.
ومن بين كلماته التي تركت أثرًا عميقًا في الوجدان العربي والدولي، تصدح عبارته الشهيرة: “حماس فكرة، والفكرة لا تموت”، تلك العبارة التي أصبحت شعارًا يردده الأحرار في الميادين واللقاءات، معبرةً عن وعي أردني عميق بجوهر القضية الفلسطينية، وعن إدراكه أن هذا الصراع ليس مجرد نزاع حدود، بل هو قضية حق ووجود وهوية.
وفي وقت تلونت فيه المواقف بقي الأردن منارة للحق، يشع وضوحًا وثباتًا، بعيدًا عن ضبابية المواقف المترددة التي قد تكون أحيانًا سببًا في استمرار معاناة الشعب الفلسطيني أو تأجيج الصراعات.
الموقف الأردني ليس مجرد كلمات تُلقى في المؤتمرات وانطلاقًا من الإيمان المشترك بالمصير الواحد والهدف الواحد سنظل إلى جانب أهلنا في فلسطين وستظل مواقفنا عروبي اسلامية إنسانية نقية لا تعرف التلون.
اما غزة العزة فالأردن الأقرب إلى غزة، ليس بالجغرافيا فقط، بل بالروح والقلب وسنبقى حاملين الراية والرسالة للكل العالم أن الشعب الفلسطيني ليس وحيدًا في نضاله، وأن الأردن سيبقى دائمًا السند والعون، مهما اشتدت المحن وتعاظمت التحديات.
الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي ، يجسد التزامًا بالحق والعدل، ويعيد تأكيد مكانته في مقدمة المدافعين عن فلسطين، حتى تتحقق الحرية والكرامة لهذا الشعب الصامد، وحتى يعلو صوت الحق فوق كل صوت.
زر الذهاب إلى الأعلى